سلسلة فعاليات يوم القرية الفلسطينية/ قرية طيرة حيفا مخيم اليرموك2008
قرية طيرة حيفا
في الذكرى الستين لاحتلال فلسطين
تجمع العودة الفلسطيني (واجب) يطلق سلسلة أنشطة يوم القرية الفلسطينية
في مخيم اليرموك دمشق
بمبادرة تفرّد بها تجمع العودة الفلسطيني (واجب)، وبمناسبة الذكرى الستين لاحتلال فلسطين، أقامت لجنة واجب في مخيم اليرموك نشاطاً كبيراً تحت عنوان (يوم للقرية الفلسطينية)، أحيوا فيها قرية طيرة حيفا التي هجّر أهلها في 17 تموز (يوليو) 1948م، ودمّرت عام 1949م، وقد أقيم النشاط بتاريخ 16 أيار (مايو) 2008م
بدأ النشاط بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قدم أحمد الباش مسؤول اللجنة، تعريفاً عن التجمع وعن النشاط المقام، ورحّب بالضيوف وعلى رأسهم الرفيق راتب شهاب، أمين فرع اليرموك لحزب البعث العربي الاشتراكي ـ التنظيم الفلسطيني، والرفاق محمد أبو حسّان ورافع الساعدي عضوا المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامّة)، والرفيق عمر مراد مسؤول إقليم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والأخ طارق حمود الأمين العام
لتجمع العودة الفلسطيني واجب
ثم شرح الأستاذ أحمد الباش سبب اختيار المكان الذي أقيم فيه هذا النشاط بوصفه المكان الذي جمع عبر 50 سنة في الشتات حكايات أهل القرية والقرى الأخرى
بعد ذلك تقدم الأمين العام لتجمع العودة الفلسطيني (واجب) السيد طارق حمود، وألقى كلمة استهلّها بالشكر لأبناء قرية الطيرة لتلبيتهم الدعوة، الأمر الذي يدلل على تمسك هؤلاء، أطفالاً وشيوخاً ونساءً وشباباً بقريتهم وبحقهم في العودة إليها
ثم تحدّث السيد حمّود عن أهميّة التوثيق للذاكرة وللقرية الفلسطينية، وأكّد أن تجمع العودة الفلسطيني (واجب) أخذ على عاتقه أن يعمل على نشر ثقافة العودة، وأن يطلق المشاريع التي ترسخ حق العودة وتجعله أمراً أقرب إلى التحقيق وذلك من خلال التمسك به، ورفض المشاريع التي تهدف إلى إسقاطه
وفي ختام حديثه، أكد طارق حمود، الأمين العام لتجمع واجب، على مواصلة التصدّي لمحاولات فرض برامج التسوية على اللاجئين الفلسطينيين الذين هم محور القضية الفلسطينية، من اتفاق جنيف سيء الصيت إلى الخيارات الخمس إلى التجنيس والتوطين، وأعلن أن التجمع يمدّ يد العون لكل مخلصٍ من أبناء اللاجئين لكي نرتقي بالقضيّة ونحميها من الضياع
ثم ألقى الدكتور حسن الباش كلمة أبناء القرية تحدث فيها عن أصول القرية القديمة، وعمّا تركه الإنسان فيها من حضارة، وذكّر بالمعارك التي جرت في القديم بين الكنعانيين بقيادة الأميرة (تيرا) والتي أخذت القرية اسمها منها، حيث وقعت المعركة مع المغتصبين قبل ثلاثة آلاف سنة، وأضاف الدكتور الباش أن الحاضر هو انعكاس للماضي، وكما انتصرت الأميرة الكنعانية (تيرا) على العدوان قديماً على نفس هذه الأرض، سينتصر أهل فلسطين على اليهود الغرباء اليوم ويعود أهل هذه القرية مظفّرين، وكما كانت (تيرا) الكنعانية، كان القسّاميون من أهل القرية أمثال الشيخ القائد رشيد العبد، والشيخ القسامي قاسم ريان، ورضوان أبو عيسى، وإبراهيم القصيني، وداود خطاب وغيرهم من أبناء القرية العظام
وأورد الدكتور الباش أسماء أبرز الشهداء والشخصيّات الفاعلة الآن من أبناء القرية، أمثال الشهيدين القائدين أبو العبّاس وأبو أحمد الشبلي الأمناء العامين لجبهة التحرير الفلسطينيّة، والقائد الشهيد أبو العمرين عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين (القيادة العامّة)، والقادة كلٌ من محمّد أبو حسان عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين (القيادة العامّة)، والدكتور ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة مسؤول التنظيم في الخارج، وآخرون كثر
كما نوه الباش إلى قصص النجاح والإبداع التي حققها بعض أبناء القرية في مجالات خارج إطار السياسة، فقد برع بعضهم في الاقتصاد مثل عوض عمورة وابراهيم الزبن، وفي الأدب مثل حسن البحيري ومجد يعقوب ويوسف الأبطح. واختتم الدكتور حسن الباش كلمته بأن حثّ أبناء القرية على التمسك بهويتهم وبحقهم في العودة إلى أراضيهم
بعد ذلك حاور الباحث أحمد الباش بعض شهود النكبة من أبناء القرية وهم الحاج سعيد الشايب، من مواليد الطيرة عام 1923م، ومحمد رجا البدر، من مواليد الطيرة عام 1936م
حيث تحدث الحاج أبو حسن الشايب عن القرية والمجازر التي ارتكبت فيها من قبل عصابات الهاغاناه، الأولى التي وقعت بعائلة حجّير، حيث راح ضحيتها 17 شهيداً، والثانية بعد سقوط القرية حيث أحرق هؤلاء عدة أحياء، ومن ثم تطرّق إلى مسيرة التغريبة الفلسطينيّة من الطيرة إلى طولكرم إلى نابلس إلى عمان وإربد، ومنه إلى درعا ثم دمشق حيث تفرقت العائلات إلى حمص وحلب وحماه واللاذقية
ولكنه أكّد أن الأجيال اللاحقة هي أكثر تصميماً على العودة، كما أكّد في نهاية حديثه عن رفض كل البدائل عن حق العودة
أما الحاج أبو رجا البدر فقد تطرق في شهادته إلى صمود أهل القرية ورفض الاستسلام والتسليم لليهود الصهاينة، وإلى مسيرة التغريبة الفلسطينية التي آلت بهم إلى دمشق في نهاية المطاف، وأكّد في نهاية كلمته إصراره على المحافظة على لهجته، لهجة القرية، وحثّ أهلها على التمسك بها، وقال أيضاً: "لو اجتمعت كل الدنيا على أن تنسيني قريتي التي خرجت منها لما استطاعت .. ولو دفعت لي كل أموال العالم لن أرضى غير العودة إلى أرضي،، أرض آبائي وأجدادي".
بعد ذلك قدّم الطفل أيمن قصة (حلم العودة) وبدأ يتخيل فيها كيف عاد مع جدته ووالده إلى القرية، وكيف رأى بيت جده وأرضه، وتخيّل صورة الجدة وهي جالسه تبكي فرحاً للعودة وحزناً على فراق الأهل الذين كانت الفرحة ستكتمل لو أنهم عادوا معها، وختم الطفل قصته بصرخة مدويّة وهو يتلمس جدران بيت جده "جدي جدي .. ها قد عدنا يا جدي"
بعد ذلك تم تكريم بعض الحضور من شهود النكبة أبناء القرية، هؤلاء الذين قدموا للقرية ولفلسطين الكثير من القسّاميين وقادة النجادة والكشاف، من أمثال سعيد الشايب، محمد رجا البدر، أبو رسمي عبّاس، محمد دلّول، محمد زيدان، يوسف زيدان، أبناء المرحوم أسعد غنّام، أبناء المرحوم قاسم الريّان، وأبناء المرحوم رضوان الزعطوط، ومن النساء تم تكريم صبحيّة الباش وظريفة عللوه
وفي الفقرة قبل الأخيرة، تم عرض فيلم وثائقي عن قرية الطيرة تم تصويره حديثاً يظهر تفاصيلاً دقيقة عن القرية، ويعرض معالمها الطبيعيّة والأثريّة وما تبقى من بيوت ومقابر ومساجد ومدارس وأشجار قديمة، وقد لوحظ خلال العرض شدة انتباه الحضور وتأثرهم لمشاهد القرية التي عاش فيها الآباء والأجداد وخاصة الجيل الصغير منهم، الأمر الذي دلل على مدى تمسك هذا الجيل بوطنه وقريته وحبه لهما.
وفي نهاية النشاط، قدمت فقرة تمثيلية بعنوان (تعاقب الأجيال) مثلت فيها عملية انتقال الأمانة، كواشين الأرض (وثائق تمليك الأراضي في فلسطين)ومفتاح البيت في القرية من الجد إلى الابن ثم إلى الحفيد
هذا وقد أقيم معرض للصور كان مستمراً بالتوازي مع فعاليات هذا اليوم، وقد ضمّ هذا المعرض صوراً لمعالم القرية مع شرح بالأسماء والأرقام، وكذلك صوراً للشهداء وللقادة من أبناء قرية الطيرة، كما ضمّ مجموعةً من الخرائط التي توضح وبالبعد الحقيقي موقع القرية، وتوضّعها الجغرافي بين المناطق والقرى المحيطة بها.
وقد اختتم هذا اليوم بتوجيه الشكر إلى الحضور لدعمهم وتفاعلهم، وإلى لجنة واجب في مخيم اليرموك والتي افتتحت أنشطتها بهذه الفعالية الحاشدة والغنيّة
ويذكر أن سلسلة الفعاليّات التي أطلقها تجمع العودة الفلسطيني (واجب) تحت عنوان يوم القرية الفلسطينية، ستبقى مستمرة حيث سيتم نقل هذه الفعالية إلى مخيّمات أخرى، وقد تم البدء فعلياً بالتحضير لإقامة نفس الفعالية عن قرى فلسطينية أخرى، وسيتم الإعلان لاحقاً عن موعد ومكان إقامتها