23:30 - 17/05/2016
فلسطيني من طيرة حيفا-ضمن الأكثر تعليماً بالعالم - محمد زكريا
مقابلة خاصة مع الأكاديمي الفلسطيني الدكتور محمد زكريا
الذي يعيش في دولة السويد، فقد تميز الدكتور زكريا بأنه فلسطيني أكاديمي يعتبر من أكثر المتعلمين في العالم، حاصل على 13 درجة أكاديمية بما في ذلك 8 درجات الماجستير، وثلاث بكالوريوس
طبعاً لم تحدد أي جهة رسمية تصنيف رسمي كون الدكتور محمد زكريا من بين أكثر المتعلمين في العالم، كونه لا توجد جهة متخصصة في ذلك، ولكن كانت هناك استطلاعات للرأي وبحوث قامت في أمريكا وأوروبا تحدثت عن أمثلة لأشخاص هم من أكثر المتعلمين على كوكب الأرض، وعزت ذلك للتقنية الجديدة في التعليم وهي التعليم عن بعد، ولكن الدكتور محمد زكريا هو طالب جامعي أكاديمي، حصل على شهاداته بالتعليم والحضور المباشر، فهو حاصل على شهادات أكاديمية أكثر من بعض المصنفين في تلك البحوث، فتم التعارف عليه بأنه من بين أكثر المتعلمين على كوكب الأرض تحدثت عن تميزه وسائل إعلامية متنوعة عربية وأوروبية، في انتظار أن تتبنى أي جهة رسمية تابعة للأمم المتحدة تلك الإنجازات وتسجلها له ولغيره من أصحاب الانجازات الأكاديمية الذين يسعون لتغيير مستقبل البشرية إلى الأفضل
فكان لشبكة الترتيب العربي الإخبارية لقاء حصري وخاص مع الدكتور زكريا حول انجازاته وطموحاته ورسائله وأهدافه التي يسعى إليها، فكان للشبكة معه هذا اللقاء
من هو الدكتور محمد زكريا؟
محمد محمود زكريا فلسطيني، أصلي من طيرة حيفا (طيرة الكرمل) في فلسطين، ولدت في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في لبنان في 28 تموز 1972. وقد سافرت إلى لاتفيا عندما كان عمري 19 عاما، مباشرة بعد تخرجي من مركز الأونروا التقني والمهني للتدريب (VTTC) في مخيم البص اللاجئين الفلسطينيين – لبنان
في لاتفيا، حصلت على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الهندسة الميكانيكية، مع تخصص في (الهندسة الطبية والفيزياء الطبية)، أما الآن فأنا مواطن سويدي حيث أعيش منذ أيلول – سبتمبر2000، وذلك بعد حصولي على قبول للدراسة في جامعة لوند، وذلك بعد الحصول على منحة دراسية للمعهد السويدي لتغطية نفقات المعيشة الخاصة والتي استمرت لمدة عامين فقط، وثم عملت بمعاش بالتوازي مع الدراسة، كما استخدمت القروض الدراسية، إلى أن حصلت على المواطنة فكنت وقت ذاك لا أحتاج لدفع رسوم دراسية
وإلى الآن حصلت على 13 درجة أكاديمية بما في ذلك 8 درجات الماجستير، وثلاث بكالوريوس، ودرجة دكتوراه في الهندسة ودرجة التدريب المهني، حاليا في صدد وضع اللمسات الأخيرة لأطروحتي (الماجستير في العلوم السياسية) في قسم العلوم السياسية في جامعة لوند في السويد، حيث أعيش، وهي مدينة جامعية في الجزء الجنوبي من السويد، وأنا متزوج وأب لطفلة تبلغ من العمر 10 أشهر تقريباً.
كيف كانت بداياتكم في التعليم وكيف أصبحتم ضمن الأكثر تعليما في العالم؟
بعد تخرجي من الماجستير في العلوم البيئية من جامعة لوند، دعيت للعمل في مجموعة بحوث الإيكولوجيا الإشعاعية البيئية، قسم الفيزياء الإشعاعية، جامعة لوند، وبعد انتهاء عقدي، تقدمت بطلب للحصول برامج الماجستير لأكون قادراً على البقاء في السويد، وهذا كان هدفي النهائي خلال ذلك الوقت، كان للحصول على تصريح الإقامة الدائمة والجنسية السويدية، كنت متعبا من معاملتهم، حيث كانت المعاملة معنا (حاملي وثائق سفر لبنانية خاصة باللاجئين الفلسطينيين) كما عديمي الجنسية في المطارات، كنت أريد لأبنائي أن يكون لهم جنسية يسهلون عيشهم بها، مع العلم والشعور بالفخر كونهم فلسطينيين، ولقد فعلت ذلك
فأنا لم أسعى أبدا للحصول على اللجوء. ولكن كان حصولي على تصريح الإقامة الدائمة لأنني عملت ودرست هنا. وصلت إلى السويد في عام 2000 وحصلت على تصريح إقامة دائمة في عام 2008 وجنسية سويدية في عام 2012.
هل تلقيتم دعم معنوي على الأقل من الجهات الفلسطينية الرسمية؟
لا، لم يكن لدي أي دعم لا معنوياً ولا ماليا من أي مجموعة فلسطينية رسمية أو غير رسمية، ولم يسبق لي أن انتميت لأي أحزاب سياسية، ولم يكن لي أي اتصالات مع السلطة الفلسطينية للحصول على أي دعم، وأنا سعيد لأنه لم يكن لدي هذا النوع من الدعم، فالآن ليس لدي أي التزام لأي كان، لا إلى الأحزاب أو الفصائل السياسية الفلسطينية ولا لغيرها، وأنا لست ضيق الأفق، فأنا ملتزم فقط تجاه فلسطين وملتزم إلى الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولكن أحب أن أسجل حبي واحترامي وتقديري لجميع الأطراف السياسية الفلسطينية دون استثناء
ما هي الرسالة التي تقدمها لشعبك الفلسطيني من خلال انجازاتك الأكاديمية؟
هذه الإنجازات تعني أن أي فلسطيني يمكن أن يحقق دائما ما قد يظنه الآخرون مستحيلاً للفلسطينيين، وهذا يعني أننا أمة مع المثابرة والصبر والتخطيط والقيادة الجيدة، قادرون على الحصول على كل ما أخذ منّا بالقوة والعودة إلى وطننا فلسطين، فلا شيء مستحيل لنا حتى إذا كانت الأمور تبدو وكأنها تستغرق وقتا طويلاً. لدينا العديد من الناس الأذكياء وسيكون لنا مساهمة في رفاهية ورخاء العالم العربي
الآن، أنا سعيد بأني فلسطيني، وبأني واحد من أصحاب الدرجات الأكاديمية الأعلى في العالم، العديد من الفلسطينيين لا يعرفون حول هذا الموضوع، وأعتقد بأن السلطة الفلسطينية والأحزاب أو الفصائل السياسية الفلسطينية ليس لديهم فكرة عن هذا أيضا، آمل أن يصلوا إلى المعرفة عن ذلك من خلال مثل هذه المقابلات، كما أحب أن أسجل شكري وتقديري لشبكة الترتيب العربي الإخبارية التي وصلت إلي وسجلت معي هذا اللقاء لإبراز انجازات الشعب الفلسطيني في شتات الغربة، فأنا فخور بأني ملك للشعب الفلسطيني، وهذا مجرد شيء صغير أستطيع أن أساهم به لوضع صورة أخرى حضارية ثقافية علمية للمجتمع الفلسطيني، بصرف النظر أن لدي الجنسية السويدية التي أحترمها وأقدرها
في لبنان، لدينا عدد كبير جدا من التلاميذ الأذكياء حقا. كثير منهم ليس لديهم الموارد المالية للدراسة في المستوى الجامعي، فأنا أعرف الكثير من الأمثلة عن الطلاب الأذكياء للغاية الذين لم يتمكنوا من الدراسة في الجامعات في لبنان لأن آباءهم لم يكن لديم الوسائل المالية لتقديم الدعم لهم، فقد كانوا إلى حد بعيد أكثر ذكاء مني، ومن غيري، ولكن كان لي إمكانية جعلت طريقي سهلاً بعض الشيء، فقد كنت محظوظاً في ذلك
السلطة الفلسطينية يجب أن يكون لديها التزام لرعاية طلابنا في المخيمات الفلسطينية في لبنان والشتات، لمنح المزيد من المنح الدراسية، والتعاون مع الدول الأخرى، ونطلب منهم منح المزيد من المنح الدراسية للتلاميذ الفلسطينيين الأذكياء من المخيمات والوطن والشتات للدراسة في الخارج
ما هي المقومات التي جعلت منك مميزا لتكون من بين الأكثر تعليما في العالم؟
باختصار شديد، الإصرار، الثبات، المثابرة، ووضوح الهدف، كما التعامل الجيد مع المتغيرات في الحياة، كل تلك الأشياء تصنع من الشخص مميزاً في أي مجال، فمقومات شخصيتي كإنسان هي التي جعلتني كما أنا
ما رأيكم بالعملية التعليمية التي تقدمها (الأونروا) لأبناء الشعب الفلسطيني؟
أتابع بشكل جيد الأخبار حول قرار الأونروا لخفض دعمها لشعبنا الفلسطيني بسبب القيود المالية، وهذا هو الخبر المحزن لأن اللاجئين الفلسطينيين هم في حاجة حقيقية إلى المساعدات الإنسانية والحماية، فالجهات المانحة تستخدم الوسائل المالية للضغط على الفلسطينيين وقيادتهم للتخلي عن بعض من مطالبهم الوطنية ودفعهم للهجرة والقبول بأي حلول مجتزئة للقضية الفلسطينية، فالدول والحكومات العربية يجب أن تتدخل من خلال توفير الدعم المالي الكافي للأونروا، وكذلك من خلال إنشاء المشاريع التي تخلق فرص العمل بين صفوف القوة العاملة، كي نستطيع العيش بكرامة ولدعم نضالنا من أجل الحصول على حقوقنا المشروعة
والداي، محمود زكريا ومريم زكريا، لقد عملوا سابقاً كمدرسين في مدارس الأونروا لأكثر من 40 عاما، وقد ساعدا الأونروا كثيرا في توفير التعليم لطلابنا، أعرف العديد من المعلمين المؤهلين والأذكياء الذين يعملون للأونروا، ومع ذلك، فالمعلمين العاملين في الأونروا بحاجة إلى التدريب في كثير من الأحيان، وعلاوة على ذلك، هناك قرارات جديدة للأونروا بوضع 50 تلميذاً في الفصل الواحد، وهذا يجعل من الصعب للمعلمين أن يكونوا قادرين على إعطاء الوقت الكافي والمعرفة اللازمة لكل التلاميذ في الفصول الدراسية، إضافة إلى ذلك، فإن نظام التهوية في الفصول الدراسية سيكون سيء مع هذا الكم من الطلاب، وعدم وجود كمية كافية من أجهزة الكمبيوتر ستخل في نوعية التعليم التي تقدمها الأونروا، ومع ذلك، يجب أن تبقى الأونروا كمصدر رئيسي للتعليم لشعبنا الفلسطيني وخاصة أن المدارس اللبنانية العامة لا يرحبون بالتلاميذ الفلسطينيين، كذلك العملية التعليمية هي مكلفة وليس لأبوين فلسطينيين دائماً القدرة لإرسال أبنائهم إلى المدارس الخاصة بسبب القيود المالية
لكل إنسان رسالة خاصة أو هدف خاص في هذه الحياة، فما هي رسالتكم أو هدفكم؟
آمل أن أكون قادراً على زيارة فلسطين ككل، وخاصة القدس، وآمل أن السلطة الفلسطينية تعترف لي رسمياً بإنجازاتي وليس لي كفرد، ولكن لنقول للعالم أن الفلسطيني هو من بين الأشخاص الأكثر تعليما في العالم
أقول لكل الفلسطينيين الذين يرغبون في الدراسة: لا تيأس أبداً ودائما ابذل قصارى جهدك، فإنك سوف تحصل في نهاية المطاف على الأشياء الجيدة التي تستحقها، فالتعليم هو واحد من أكثر الأسلحة الغالية، ونحن في حاجة لاستخدامها من أجل قضية فلسطين العادلة
هدفي أن أكون خبيراً بارزاً في منظمة دولية لأكون قادراً على مساعدة شعبي الفلسطيني من موقع صنع القرار، كما أتمنى أن أساهم في دعم المجتمع الفلسطيني في مجال التعليم، لأكون قادراً على المشاركة في صنع السياسات والاستراتيجيات لنظام تعليم جيد في فلسطين والشتات
بالإضافة لكونك أكاديمي مميز فأنت سفير فلسطيني بامتياز حيث أنك تنشر رواية النكبة الفلسطينية دائما في وجه رواية دولة الإحتلال الإسرائيلية، فكيف كنت تقوم بذلك؟
خلال رحلة دراستي، لقد درست دائما مع طلاب من خلفيات ثقافية متنوعة، وقوميات مختلفة، وفي بيئة دولية، فكلما كانت هناك فرصة، كنت أحدثهم عن فلسطين وتاريخها وحضارتها، وعن الصراع الفلسطيني مع الإحتلال الإسرائيلي، واللاجئين الفلسطينيين ووضعهم، وهلم جرا، ففي بلدي القيم الأخلاقية، والسلوكية، حيث كانت طريقتي في تسيير النقاش مهمة، فلقد حاولت دائما الإظهار أنني مثال عن كيفية من هو الفلسطيني المتحضر صاحب القضية العادلة
فقد كنت دائماً أحاجج بالمنطق والهدوء والكلمة الطيبة، وهذا ما كان دائماً يؤرق الأطراف المعادية للقضية الفلسطينية، فدائماً أؤكد على فلسطينيتي وحقوقي كفرد من شعب يعاني من جير وقمع الإحتلال
ما هي الكلمة الأخيرة أو النصيحة تود توجيهها لجيل الشباب الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام؟
ثق بنفسك ولا تتخلى أبدا عنها أو عن شعبك، أعلم أن حياة الشباب الفلسطيني ليست سهلة، فالشباب لديهم الكثير من الطموح، ولكن الظروف لا تسمح لهم أن يحققوا أهدافهم وطموحهم ولكن أقول للشاب لا تتوقف أبدا عن المحاولة، فالنجاح هو لأولئك الذين يحاولون دائما ودائما، والذين هم دائماً على ثقة بأنفسهم
أما الشباب العربي بشكل عام فرسالتي لهم هي أن لا تدعوا الخلافات في الرأي، سواء أيديولوجية أو سياسية، تدفعكم لاستخدام العنف، فنحن أمة واحدة، أرضنا وقضيتنا العادلة تحتاجنا جميعاً، فوحدتنا كأمة بغض النظر عن الانتماء السياسي لدينا هي مفتاح نجاحنا في الكفاح من أجل حقوقنا والنجاح في مطالبنا، فالانتصار في نهاية المطاف لنا مهما طال الوقت، والأهم هو عدم التخلي عن حقوقنا وقضيتنا العادلة، حيث يجب أن تكون البوصلة موجهة تماماً تجاه فلسطين