ميسون محمد شوكت حسين باكير

blog post with image




ميسون محمد شوكت حسين باكير- فنانة تشكيلية فلسطينية-من طيرة حيفا

الصورة في بيت جدها بحيفا

             ميسون باكير فنانة فلسطينية عرضت أعمالها التشكيلية في عواصم الدنيا، لكن 

معرضها الأخير هو أجمل المعارض كيف لا وقد احتضنته مدينة عائلتها، حيفا وداخل بيت جدها الذي هجّر منها عنوة في نكبة 1948. بعد زيارة رام الله سارعت للسفر إلى حيفا وبمساعدة بعض المثقفين والأصدقاء تعرفت على بيت جدها في «وادي النسناس». ميسون التي تذكر أسماء والدها وأجدادها عند التعريف عن شخصيتها ميسون محمد شوكت حسين باكير

 امتلأت انفعالا عندما لاحظت أن اسم جدها محفور في البوابة الحديدية للبيت منذ قبل 

النكبة


 كانت عائلة باكير تقيم في حيفا حتى 1948 بعدما بنى جدها شوكت باكير عمارة كبيرة في حي وادي النسناس، أقام في واحدة من شققها، وفي طيرة الكرمل امتلك وأدار مطحنة. لكن الشيخ شوكت لم يهنئ بالبيت الجديد فبعد سنوات تضرجت حيفا بدمائها وهجّت أغلبية سكانها الفلسطينيين. وبين ليلة وضحاها وجدت عائلة باكير نفسها لاجئة في الأردن ولكنها نزحت مجددا عام 1970 عقب مجازر أيلول الأسود فاستقرت في العراق حيث تتلمذت ميسون في مدارسها وفي كلية الآداب في جامعة بغداد وما زالت اللهجة العراقية ترافقها

فيينا الساحرة

بعد العراق عادت العائلة مجددا للأردن عام 1987 لكن الأقدار شاءت أن تنتهي التغريبة الفلسطينية بميسون في النمسا حيث تزوجت واستقرت في فيينا الجميلة بطبيعتها الساحرة منذ 1998. لكن فيينا تخفف غربة ميسون، فهي مدينة الفنون والثقافة ما ساعد على تعزيز مسيرتها الفنية ونضوج حرفيتها خاصة في مجال الرسم والكاريكاتير. لكنها لا تكتفي بالرسم فهي فنانة تشكيلية وتطرق مختلف أبواب الفن ولا تنتمي لمدرسة معينة في الرسم، بل تنتقل بين مدارسها بسلاسة. تعتز ميسون بثوبها الفلسطيني التراثي نتاج صناعة يدوية بالكامل وترتديه خلال استقبال الزائرين في معارضها وهو كلوحاتها يزدان بألوان زاهية فيها فرح وأمل. وتنجز الفنانة الفلسطينية لوحاتها بالرسم على الخشب والحرير وقطع الديكور وغيرها مستخدمة مختلف أدوات ومواد الرسم كالريشة والحجر والاسفنج

أحلم بالسلام

بيد أن فلسطين والهوية الفلسطينية حاضرتان دائما في لوحاتها الممتازة بألوانها المبتسمة. وهي بذلك لا تبرز الوجه الجميل لفلسطين بل تبعث رسالتها بأنها متمسكة بالأمل رغم جراحها النازفة. في لوحة «الأديان» يظهر عدد من رجالات الأديان رمزا لواقع الشراكة والتسامح التاريخي في فلسطين. وينعكس الحلم بالسلام العادل المشرف في لوحة «أحلم بالسلام» وفيها تبدو فتاة فلسطينية جميلة بزيها التراثي تطيّر الحمام ومن خلفها قبة الصخرة. وفي لوحات أخرى يحضر عين البلدة الفلسطينية والنساء الفلسطينيات يشاركن في توفير العيش الكريم وأخريات مع جرار فخارية وبيادرها ودبكاتها الشعبية

فن مقاوم

فتحت لها الإقامة في فيينا أبوب العالم فهي تعرض رسوماتها في دول مختلفة وسبق أن عرضت في مقر الأمم المتحدة في يوم التضامن مع شعبها. في ذاك المعرض في نيويورك اعتبرت ذاتها سفيرة لفلسطين في كل واحدة من لوحاتها فاستحضرت فيها الأسرى والسجون والمرأة والتراث والاحتلال والمعاناة والأمل في المستقبل. ولذا فهي لا ترى في ذاتها فنانة فقط بل تشارك في المقاومة التي يقودها الفلسطينيون كل على طريقته فللفلاح معوله وللصحافي قلمه ولميسون ريشتها من أجل تعميم تراث فلسطين وهمومها وأحلامها وقضيتها

من احد معارض الفنانة 

عروس الكرمل

وبهذه الرسالة طافت دول العالم وهذه المرة كانت تتحدث وهي تكاد تطير فرحا بعد اغتنامها فرصة عرض لوحاتها في وطن طالما سمعت عن مفاتنه وحلمت به حيث لبّت دعوة لمتحف محمود درويش في رام الله. وهناك دعاها مثقفون من أبناء الداخل الفلسطيني لعرض لوحاتها في مدينة شفاعمرو وفي موطن عائلتها عروس الكرمل حيفا. ولا تخفي ميسون دهشتها وانبهارها بحيفا فهي بالنسبة لها «ست المدن» مثلما أن القدس زهرة المدائن. وعن انطباعاتها الحيفاوية تقول جازمة 

عشت في بغداد في عهدها الجميل يوم كانت مدللة بين يدي دجلة والفرات وزرت العواصم الأوروبية وحيفا لا تقل عنها مجتمعة وهي ممتدة بكبرياء ظهرها لجبل الكرمل ووجهها للبحر الأبيض المتوسط

حيفا وبغداد

أما الأحياء القديمة في حيفا الفلسطينية فلها رونقها الخاص بعمارتها الجميلة وأصالتها وطيبة أهلها التي ذكرّتها بحكايات جدها. وردا على سؤال حول بغداد وحيفا اللتان ارتبطتا بخط مواصلات مفتوح ونشط حتى 1948 تقول وقد احمّر وجهها إنفعالا إنهما شقيقتان الأولى تربت ودرست فيها والثانية كبرت على حلم العودة لها، ولذا فهما تتقاسمان قلبها حتى لو غارت فيينا.

ومع كل التقدير لجمال حيفا تبدي ميسون إنفعالا من وفرة وجودة الفعاليات الثقافية الفلسطينية فيها اليوم من فنانين وفنانات رغم عدم وجود جهات راعية ورغم واقع التمييز العنصري المرّ وهذا «يملؤني سعادة وأملا وقوة» تقول بإبتسامة عريضة

وجع القدس

وعما سيبقى في مخيلتها من ذكريات العودة القصيرة إلى فلسطين تقول إن زيارة القدس المحتلة أحزنتها وأبكتها وهي تقف أمام الحواجز. وتضيف «أحسست بجرح القدس وبكل وجع فلسطين إزاء صورة القدس الأسيرة المكبلة». وعن حيفا تقول: يالسخرية القدر أن أعود لبيت عائلتي كزائرة لا كصاحبة المنزل والوطن ولكن يخفف عني كونه بأيد فلسطينية مثلما خفف عني الاستقبال الرائع ومساعدتي من قبل متحف محمود درويش، ومؤسسة الأفق بإدارة عفيف شليوط ودارة الثقافة والفنون في مدينة شفاعمرو بإدارة عزيزة ذياب». وتضيف أنها كانت تتمنى لو بقي جدها وأعمامها وعماتها على قيد الحياة كي تنقل لهم رائحة حيفا وصورها

 المقال منقول عن القدس العربي


السيره الذاتيه للفنانه التشكيلية 

ميسون بالكير

أفتح الرابط

مع تحيات تيسير عللوه

ابن طيرة حيفا





احدث المقالات