حمل رواية لقاء البحر--للدكتور محمود السلمان
لقاء البحر
الدكتور محمود السلمان
من بعيد ظهرت ملامح المكان الذي طالما حلم "أحمد" برؤيته. كان الجو صافياً إلا من بعض الغيوم التي تظهر أحياناً. جبال الكرمل، وما عليها من أحلام وقصص وأشجار، أصبحت على وشك اللقاء بإنسان أنبتته هنا وولدته في مكان بعيد. هكذا شعر. لذلك وقف طويلاً ينظر من بعيد قبل أن يبدأ المسير. في هذا الصمت الكلامي أصبح كل شيء صامتاً، وأقرب لحالة الترقب منه لعادية الحركة. وبعد التقاط الأنفاس بدأ يسير باتجاه "الطيرة"، وفي تلك اللحظة بدأ يتفحص كل شيء، ويريد رؤية كل شيء. وما أن وصل سهول القرية حتى بدأ يلاحظ أن تضاريسها تماماً كما وصفت له. توقف قليلاً، وبدأ يدرك أنه في سهل يقال له "تل القرع". تنهد وقال لنفسه:
-ما أجمل سهول بلادي!
انهمر الدمع من عينيه وبدأ يحدث نفسه: