أحمد دحبوريرحل

blog post with image


قبل ساعات أغمض والدي عينيه للمرة الاخيرة بعد صراع مع المرض في رام الله في الجزء المتاح من فلسطين. العزاء لنا و لفلسطين في ابن وفِي أدى رسالة حملت هموم جيله و شعبه. و قد حسبت ان روحه في العلياء كانت تشخص صوب حيفا و لسان حالها يهتف:
حسرتها علي ام يا حسرتي عليها...
وصلتها و لم أعد إليها ...
و لم أعد إليها...
أسأل الله له و لوالدتي الرحمة و المغفرة. تنطلق الجنازة ظهر غدٍ الأحد من المشفى الاستشاري في ضاحية الريحان بإتجاه جامع العين في البيرة لصلاة الجنازة بعد صلاة الظهر. بيت الأجر في قاعة أبراج الزهراء في البالوع من الخامسة الى التاسعة مساءً لثلاثة أيام. لا أراكم الله مكروه في عزيز.Yassar Dahbour

صاحب "والله لزرعك بالدار ياعود اللوز الأخضر" وربيب "العائدين" في حمص.. يرحل


والله لزرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر

 واروي هالأرض بدمي تتنور فيها وتكبر

 يالوز الأخضر نادي فلسطين الخضرا بلادي

 مدوالي هالأيادي حتى بلادي تتحرر

والكرم الجبل الموجود في الشمس الحره على طول 

من عرق اجدادي مجبول لتراب الوطن الأطهر

 عالجرمق غنت صفدي غزه والبيره بلدي

 والقدس بتهتف ولدي أوعك عني تتأخر

فقدت الساحة الثقافية والفلسطينية اليوم السبت رمزا من رموزها، مع وفاة الشاعر "أحمد دحبور" عن عمر يناهز 71 عاما، تاركا خلفه تراثا من الدواوين، فضلا عن أناشيد تحولت إلى ترانيم على شفاه من هدهم الحنين إلى الوطن المسلوب والدار البعيدة.


ولد الشاعر دحبور في مدينة حيفا عام 1946، ونشأ وتربى درس في مخيم حمص للاجئين الفلسطينيين في مدينة حمص السورية (المعروف باسم مخيم العائدين والذي يعود إنشاؤه إلى بداية خمسينات القرن الماضي)، بعد أن فرت عائلته من فلسطين -كحال الكثيرين- إبان نكبة عام 1948.


في أي لقاء أدبي أو ندوة شعرية أو حوار صحفي، تكون حيفا جوهر ولذة ما سيقوله، فهو المليء بحيفا، وكما قالها مرة: لا أكلّ من الذهاب إلى حيفا. كاتب أهم أغنيات الثورة الفلسطينية، التي اشتهرت بها وغنتها فرقة العاشقين.

أحمد دحبور المولود في حيفا، يوم 21-4-1946، والعائد إلى حيفا يوم 21-4-1996، جرحه الأول خسارة حيفا، شاءت الأقدار أن تكون الخسارة في عيد ميلاده الثاني، في 21-4-1948، فيقول: لم يشعل لي أهلي شمعتين احتفاءً بعيد ميلادي الثاني، إنما حملوني وهاجروا بي في المنافي.

هي حال أقدار كثير من الفلسطينيين، فيها من الغرابة والمصادفة ما يضمن لأن تكون حياة كل واحد فيهم رواية، وهم الذين يلتقون بأبنائهم وآبائهم خلف قضبان سجون الاحتلال، ومنهم من ولد وعاش ومات وهو يحلم بأن يشم هواء الوطن، وآخرون هجّروا وهم يحملون من الوطن أسماء بلداتهم الصغيرة وبضع حكايات يروونها شفويا منذ سبعين سنة، ومنهم من أخذه الكبر إلى نسيان تلك التفاصيل، وهذا طبيعي جدا، لأولاد كانوا بعمر الثامنة والتاسعة، قبل أن تخطف المنافي باقي العمر.

حين عاد للوطن، بعد 48 عاما من التهجير عاشها في حمص، قرر دحبور أن يدخل حيفا يوم 21-4- 1996، زار بيته ووجد قاطنيه من العرب، فاطمئن. حيفا هي خلاصة روحه، عرفها من أمه وجدته، كان يساوره قلق: هل حيفا بهذا الجمال فلعا، أم أنها من نسج خيال أمه؟ وحين زارها كانت حيفا كانت أكثر جمالا وبهاء من وصف أمه.

أمام بيته بحيفا

وإن عجز جسد دحبور الممدد الآن على سرير الشفاء، فإن أشعار وأفكار وأغنيات من كتب في حمص عام1969: إن الكف لن تعجز، وباقية في أعراس الشهداء، وكلمات الشعراء، وجدران الحارات والأزقة، تصدح من البيوت والاذاعات والمناسبات الوطنية، باقية في العقول المنتفضة كل وقت على التشرد.

يقول الذين عرفوه: علمنا كيف تسكن الأوطان فينا ونحن نسكن المنافي. فهو الذي كتب:

أنا الولد الفلسطيني

أنا الولد المطل على سهول القش والطين

ويوم كبرت.. لم أصفح

حلفت بنومة الشهداء، بالجرح المشعشع فيّ: لن أصفح..

وهو الذي صرخ في قصيدة "جنسية الدمع": يا فلسطين، يا دمعة الله، للحزن أن يترجّل يوماً، ليدخل، من بيت لحمك، طفلُ الفرح ونعرف ماذا يخبئ، في الدمع، هذا القطار ولكن أيرجع من ذهبوا؟ لقد ذهبوا ليعيدوا النهار لكنهم ذهبوا.

تعلم في طفولته على يد أمه وجدته، قبل أن يعرف الشعراء. خاصة في بداياته، أهمهم موريس قبق ونزيه أبو عفش. نشر أول مجموعاته في سن الثامنة عشرة، قبل ذلك بأربعة أعوام كان قد نشر قصائد بدائية، لكنه رفض أن تكون انطلاقته الفعلية.

أحمد دحبور الشاعر والإنسان، حاضر في كل بيت فلسطيني، بأربعة عشر ديوانا، وبأغانيه التي يرددها معظمنا دون أن يدري من كتبها، ومنها: والله لازرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر، ودوس منت دايس عالزناد، اشهد يا عالم علينا وعَ بيروت، وجمّع الأسرى جمّع في معسكر أنصار، ووردة لجريح الثورة، وهبت النار والبارود غنى، وأبو إبراهيم ودع عز الدين، وفي كل بيت عرس ودمعتان، والعديد من المواويل والأغاني الثورية. وقام ببطولة الفيلم الروائي القصير "الناطور" عام 1988 وأدى فيه شخصية الفلاح الفلسطيني أبو القاسم، الذي يصبح حارساً (ناطوراً) للمدرسة في قريته، بعد أن قام جند الاحتلال الصهيوني بمصادرة أرضه.

أحمد دحبور لروحك الرحمه



احدث المقالات