من دفاتر النكبة سقوط حيفا:22-4-1948 سقوط طيرة حيفا:17-7-1948 /المفاوضات داخل الطيره
:المفاوضات
وبسكوت العرب عن سقوط حيفا ونجاح مسرحية الهجوم من هنا والانسحاب من هناك قويت امال الخصوم في نجاح دولتهم .وبات الشريط الضيق المطل على البحر من الطيرة الى اجزم بحكم الساقط عسكريا . وهذا السقوط النظري ساعد الصهاينة على التفرغ للدخول في لعبة فزاعة الحقل الدولي دون ان يغفلوا عنصر الحرب النفسية مع رجال الطيرة – الذين ارعبوهم حينا من الدهر واضطروهم الى صعود الجبال وتغيير خط السير بين حيفا وتل ابيب بعيدا عن مواجهتهم . فاملوا بالحصار الشامل واطالة عمرالحرب ان يفت في عضد المجاهدين ، فاما ان يستسلموا او يخرجوهم بغير حرب. لكن صمودهم خيب كل الظنون والتوقعات فاستعاض الصهاينة عن الخنق بالحصار الى الارهاب المدفعي المتقطع والغارات الجوية بين حين وآخر مدة شهر كامل حتى ينسوا من ان ينالوا من الروح المعنوية للمجاهدين ولذلك لم يجدوا بدا من اللجوء لأسلوب اخر عله ينجح فلجؤوا اخيرا الى التفاوض
فارسلوا رسالة الى الوجهاء في القرية عن طريق حسن الزعطوط ومن المحامي اليهوي يعقوب سلمون يطلب فيها من القرية الاستسلام والبقاء في القرية. ورفض طلبه عل الفور. ثم شكل وفد من شبتاي ليفي ، رئيس بلدية حيفا ، وسبكتر مختار اخوزا وكرستين ضابط كبير في الهاغانا واطلقوا سجينا لديهم هو كرم الفهد لينقل رسالة شفوية الى وجهاء القرية يبلغهم عن تشكيل وفد للتفاوض معهم وحدد المكان في منطقة ذراع عبد الحفيظ الاحمد والوقت هو الحادية عشرة بعد ظهر يوم 14/07/1948 وعند الموعد جاء الوفد اليهودي . وقابله وفد من القرية مؤلف من يوسف ابو راشد احمد محمد ابو غيدا – نايف العبد المحمود – حسن عللوه (السروة) واحمد سليمان الصادق وسليمان عبد العال حجير
واول ما ساله الوفد اليهودي اين المختار عبد الله السلمان . فاجابه احدهم قائلا انه مريض. وبدء الاجتماع بقول ليفيك ان اسرائيل قامت واصبحت واقعا وعليكم ان لا تتعلقوا بالاوهام . ونحن جيران منذ سنين وان الطيرة قرية لا مثيل لها ولا بديل لاهلها عنها. لا تتركوا القريةز لقد سقطت حيفا فلا امل لديكم في الاستمرار . طلباتنا هي: الاستسلام والقاء السلاح وتسليمه لنا واخراج الغرباء من بينكم وبعدها لن يمس احد باذى. دعونا نعش سويا وانا اكفل واتعهد بذلك. علق يوسف ابو راشد على هذا الكلام قائلا: انكم قوم لا عهد لكم وان هذا العرض عرض استسلام كامل لن نقبل به و فقال له سبكر او كرستين هذا ما عندنا فرد عليه يوسف ابو راشد اخرجوا ن هنا فسنحاربكم بهذه . ورفع الباكورة بوجهه فردوا عليه بانها لا تساوي شيئاً ولن نعتبره ردا. امامكم ساعاتن وسنستمع بعدها لردركم وخرجوا من الاجتماع وخرج الوجهاء وعرضوا ذلك الى المجاهدين فانقسم الناس بين من يريد ان يبقى في ارضه ويسلم ومن هو يريد القتال حتى الموت . واخيرا طغى راي من ارادوا الصمود
:الحمم من كل مكان
ومرت الساعتان ببطء وما ان انقضتا حتى نزلت بالقرية الحمم من القذائف من البر والبحر والجو. وتحركت الدبابات واخذت تقصف قصف عشوائيا وبكثافة لا مثيل هلا. واستمر القصف حتى المساء فسقط الشهداء وسقط الجرحى وشعر المقاتلون بحجم الكارثة .ومن القتلى الذين سقطوا انثاء القصف محمد عبد الحفيظ- علي حسين حجير – عمار المغربي – احسن ابو حمدة – ومحمود حسين المص – ومحمود دخنوس وولده احمد اما الاطفال فهم خليل و احمد وشقيقتهم محمد سعيد (السلمان) وخالد هاني عللوه ومن الجرحى حسين مصباح البطل وراضي عبد القادر السمير ومحمد ابو شقرة الذي توفي متاثرا بحراجه ونايف عباس (السرية) وغيرهم
حسين مصباح البطل
ولهول ما حدث قرر المقاتلون الانسحاب في جنح الليل فاتجه البعض الى الدالية وعسفيا والغالبية الى اجزم وعين حوض ومن ثم الى طول كرم ونابلس
وفي صباح اليوم التالي لف القرية صمت رهيب وتكاثرت حشود الصهاينة التي اخذت ترقب الموقف وراعهم انعدام الحركة الا من العجائز وحلقت الطائرات . فوق الخنادق والمغور البيوت ولكن لا احد . وانتظروا لليوم الثاني والوضع كذلك حسبوا انه كمين لهم فلا يعقل ان يحدث هذا من الطيرة التي ارهبتهم طوال اشهر عدة . ولم يدخلوا الا في صباح اليوم الثالث