بهجة العيد في الماضي كانت أكبر/ناهد درباس- حيفا

blog post with image
مع حلول عيد الفطر المبارك، تروي السيدة فتحية مقاري خطيب، أم مبارك (57 عاماً)، من قرية كفركنا قانا الجليل، وهي باحثة في الموروث الثقافي عن العادات والتقاليد، في استقبال العيد بين الماضي والحاضر

تبحث في الموروث الثقافي منذ طفولتها، وهي في صدد نيل "اللقب الأول"-الشهادة الجامعية بعلم الاجتماع، كما تعتمد على تسجيل وتوثيق العادات من خلال مجالستها لكبار السن والاستماع لمخزونهم الثقافي الغني

وعن عادات استقبال العيد والاحتفال به تقول 

في السابق، قبل قرن مضى، كان الأطفال يرتدون الملابس الجديدة فقط في العيد، وذلك طبعاً نتيجة القلّة في تلك الأيام والظروف الصعبة، لكن ذلك كان مصدر بهجة وفرحة أكثر للأولاد
أما اليوم، فالأولاد دوماً يرتدون ملابس جديدة دون ارتباط ذلك بالعيد، أما الأمر الآخر، أن الأطفال في الماضي كانوا يأخذون عيدية، وقد تصل قيمتها إلى ليرة في ذلك الوقت، كانت العيدية تفرحهم كثيراً، في حين أن الأولاد اليوم تجد معهم نقوداً بشكل دائم، والعيدية لم تعد مصدر فرح كالسابق


وتعود الباحثة إلى تفاصيل أخرى، عندما كان الأطفال يغنون ويرددون أغاني العيد، ومنها "بكرا العيد ومنعيد منذبح جاجات سعيّد، وسعيّد ما له جاجة منذبح بنته النغاشة"
، والبعض يرددها بشكل آخر وهو "بكرا العيد وبنعيد وبندبح بقرة السيد، والسيد مالو بقرة بندبح بنتو هالشقرة"
، أو "بكرا العيد وبنعيد وبندبح بقرة السيد والسيد مالو بقرة والبقرة ما فيها دم، بندبح بنتو وبنت العم




وتذكر خطيب أن أولاد القرى كانوا يدفنون لعبة "الشيخ رمضان" في الأرض ويقولون: "مات مات رمضان لا والله سلامته، قامت أخته فاطمة تعيط على قامته".
كما تشير الباحثة الفلسطينية إلى "صندوق العجب" الذي كان يجول في القرى، وهو ما كان يشبه السينما اليوم، ويلف بشريط صور، ويتجمع الأطفال من حوله ويشاهدونه
وتقارن كذلك صناعة الكعك بين الماضي والحاضر،  فتقول "كانت النساء يصنعن الكعك، والمعمول الزرد، وزنود الست، وأصابع زينب، وكانت النسوة تنادي جيرانها وعائلتها لمساعدتها، ويخبزن الكعك في مخبز القرية، وكان الخباز يأخذ حصته من الكعك مقابل الخبز، والأمر اليوم مختلف، بعض الأسر تشتري الكعك جاهزاً، أما الأسر التي تحضّر الكعك في البيت فتخبزه في الفرن الكهربائي الذي بات متوفراً في كل منزل


وعن عادة زيارة المدافن، في أول أيام العيد بعد الصلاة، فتذكر أن الأهالي كانوا يوزعون الكعك لجميع زائري المقبرة، أما اليوم تلاشت هذه العادة، وصاروا يوزعون الكعك أو التمر إذا كان الفقيد توفي حديثاً

وتختم بالإشارة إلى ما يسمى "أيام البياد" في السابق، التي تشهد عروضاً وسباقاً للخيل والفروسية، كما يحضر الحكواتي، ويتجمع حوله أهل القرية للاستماع لحكايته، وكانت ساحة الجامع المكان الذي يجتمعون فيه

احدث المقالات