‏قرية عيــــــــــــــن حـــــــوض وتاريــــــــــــــــخها العريــــــــــق‏.

blog post with image
تقع قرية “عين حوض” على السفح الغربي من جبل الكرمل وعلى مسافة 18 كم إلى الجنوب من مدينة حيفا* و5 كم من شاطىء البحر
عرفت القرية باسم “EIN HOUD” في السجلات البريطانية واستخدمها الصهاينةأيضاً، ثم تم استبداله “كفار أومنيم” أي بلدة الفنانين. نشأت القرية على سطح يرتفع 125م فوق سطح البحر، في القسم الغربي من جبل الكرمل*. وكانت تطل على وادي أم الغنم الذي يمر بجنوبها. ويلتقي في شمال القرية وادي البستان بوادي فلاح قبل وصول الأخير إلى السهل الساحلي*. ومن ينابيع القرية عين المخب الواقعة في جنوبها الشرقي. امتدت القرية بصورة عامة من الشرق إلى الغرب، وهي من النوع المكتظ، وضمت 81 مسكناً حجرياً عام 1931، وبلغت مساحتها 50 دونماً عام 1945، ومساحة أراضيها 12.605 دونمات، لا يملك الصهيونيون منها شيئاً. بلغ عدد سكان القرية 350 نسمة من العرب عام 1922، ارتفع عددهم إلى 459 نسمة عام 1931، وإلى 650 نسمة عام 1945. لم يكن في القرية سوى مدرسة ابتدائية للبنين. واعتمد اقتصادها على زراعة الحبوب، والمحاصيل الحقلية، والزيتون الذي شغل مساحة 845 دونماً عام 1943 (3.8% من مساحته في القضاء) وكان فيها في ذلك العام معصرة يدوية لاستخراج زيت الزيتون. وقد عمل السكان في تربية الماشية إلى جانب الزراعة*. شرد الصهيونيون سكان القرية العرب، ودمروها عام 1948. وفي العام التالي أقاموا على أنقاضها موشاف “عين حوض” الذي تحول سنة 1953 قرية للفنانين ضمت 34 منهم عام 1970. كما أسسوا عام 1950 القرية التعاونية “نبر عتسيون” جنوب شرق عين حوض العربية

تمتاز “عين حوض” بموقعها الجميل المطل على البحر المتوسط فهي تقع على تلة مرتفعة في سفوح جبال الكرمل، وذكر البريطانيون إنها بلد استراتيجية، كذلك امتدح الأطباء البريطانيون والفرنسيون موقعها الصحي ولذلك استغلت بعد عام 1948 لإقامة مكان للسياحة والاستجمام. كانت عين حوض” حتى سنة 1948 قرية عربية صرفة ويعود تأسيسها إلى محمد السمين الذي لقب “بابو الهيجا” وهو أحد القادة المشهورين الذين جاؤوا مع حملة صلاح الدين الأيوبي لاستعادة الأراضي المقدسة من أيدي الصليبيين، وبلغ عدد سكانها حسب احصائية سنة 1948 حوالي 950 نسمة يعيشون على مساحة 12.605 دونمات نصفها أراض زراعية. عندما اندلعت الحرب في فلسطين عام 1948، وبدأت العصابات الصهيونية بتدمير القرى الفلسطينية وقتل وتهجير أهلها، أعجب أحد أفراد “الهاغاناه” – وهو رسام يدعى “يانكو” بالقرية وطبيعة بنائها وطلب إقامة قرية للفنانين اليهود فيها، وهكذا كان حيث طرد الفلسطينيون من قريتهم وتشتتوا في الأردن والكويت والعراق والأراضي المحتلة، فيما  احتل بيوتها فنانون يهود وأطلق عليها اسم بلدة الفنانين. رفض قسم صغير من أهالي عين حوض” وهم من عائلة “أبو الهيجا” إخلاء القرية وأقاموا على قطعة أرض من الأراضي المصادرة تبلغ مساحتها 10 دونمات داخل أسلاك شائكة، وبلغ عددهم 120 نسمة يعيشون في مجمع سكاني يبعد عن “عين حوض” الأم 3 كيلومترات لا يوجد فيه كهرباء ولا ماء ولا مواصلات. يصر أبناء “أبو الهيجا” منذ خروجهم من قريتهم الأصلية وحتى اليوم على التمسك بقريتهم والاحتفاظ باسمها الأصلي، فيما تحاول السلطات الإسرائيلية ثنيهم عن ذلك حيث أصدرت أوامر بهدم منازلهم التي بنوها بعد عام 1948. ولما عجزت عن مقارعتهم اشترطت عليهم التوقيع على التنازل عن “عين حوض” الأصلية مقابل ضمهم إلى التنظيم وإلغاء أوامر الهدم بحق منازلهم. وفي عهد حكومة اسحق رابين استطاع السكان أن يحصلوا على قرار من وزير البيئة آنذاك “يوسي سريد” بضم 170 دونماً إلى القرية في إطار الاعتراف بها. إلا أن القرار تعرض لعراقيل كثيرة في عهد حكومة نتنياهو. وتجري حالياً محاولات لإلغاء ضم وتحويل 170 دونماً من أراضي “الكرمل” إلى “عين حوض”، فيما يصر الفلسطينيون في (إسرائيل) على المطالبة بحق أبناء القرية فيها، والاعتراف بها رسمياً من قبل وزارة الداخلية

نفحات من كتاب الترانسفير المقنع (رسالة بعث بها المرحوم نواف ابو الهيجاء ) قبل وفاته 
قرية تنام على ركبة الكرمل
رسالة من ابن قرية عين حوض المهجّرة

أين هي عين حوض وماذا حل بها بعد النكبة؟ تلقيت ذات مرة رسالة بريدية من ابن عين حوض الكاتب نواف أبو الهيجاء، الذي تركها مع من تركها في نكبتها، ولكنها بقيت في قلبه وذاكرته فكتب عنها يقول: «هي قرية لا تقع على أعلى قمة في جبل الكرمل - السلسلة، إنها قرية تنام على ركبته اليسرى، لتصغي إلى وجيب قلبه، وقد فتحت عيونها على زرقة المتوسط غربا، وبنايات (حيفا) وفنار عكا، في نقطتين ما بين الشمال والغرب. هي قرية لم يبق أي من شعراء وأدباء الوطن المحتل إلا وكتب عنها ولها، لكأنها فلسطين من بحرها إلى نهرها ومن شمالها إلى جنوبها. منها تتابع العين تلك العلاقة الحميمة بينها وبين البحر، ففي الشاطئ تنزلق الأبصار على مرأى قبلات ليست لها نهاية ما بين مياه البحر وأصابع أقدام «عين حوض»، وهي الممتدة ما بين سيف «صلاح الدين» وبنادق صفرت وهي تلاقي الغزاة في عام 1948
«إنها القرية التي تبصرها عيناك من ميناء حيفا ليلا لتندهش أمام غفوة غير مستكينة لقناديل بيوتاتها، وأنفاس أهلها، وعجالتهم إلى استقبال سلطان النوم للاستيقاظ المبكر، وذكر رب العالمين ثم السعي في الأرض ما بين بستان «أبي رويس» و «خلة مرشد» و «الوسطاني»، وهذه أسماء الأرض وراثة أبا عن جد.
أطلق عليها اليهود «قرية الفنون - ARTS OF VILLAGE» بعد أن فشلوا في إقناع الدنيا بأنها «عين هود»، لقد سماها الآباء والأجداد «عين حوض»، لأن نبع مائها على شكل حوض 
عين حوض، ليست مملكة ضائعة. فلقد دافعت عن اسمها أمام «يوجين يونسكو» الذي أصر على أنها «عين هود» وأصررت بدوري على أنها «عين حوض». واليوم قريتي التي رفضت ولفظت الغرباء ترقد هناك، حزينة مهمومة، والغاصب يرتع في «جامعها» البسيط بعد أن حوله إلى «حانة» يحتسي فيها العابرون الغرباء الغاصبون الخمر، ويتلفتون يمنة ويسرة خشية أن تصيبهم لعنتها التي أصابت أولئك الذين هرعوا إليها في تموز 1948، ليكتشفوا أنها لهم بالمرصاد، في أطفالهم وفي صحة كل كبير ومراهق منهم، ففروا منها ليلاً قبل النهار.. قريتي تنتظر على مضض أن تفتح أذرعها لاستقبالي، واستقبال أهلها كلهم. وإذا كانت الوجوه قد تبدلت بعد أن غيب الزمن المئات من وجوه الآباء والأجداد، فإن رائحة الأبناء والأحفاد لن تكون غريبة على ثراها وعليها بكل ما فيها.. الصبار، والزيتون والبرتقال، وأشجار (الخروب) سمة القرية، وعصارة عسلها وشهدها الذي لن ينضب.. إن أحدا لم يستطع أن يلتقط عن أشجار «الخروب» تلك أي «قرن».. فضلت قرونها أن تكون في الأرض دلالة وإشارة ومناراً للآتين من أبناء 
القرية وإن بعد ألف سنة
بدورنا صممنا أن نورث القضية إلى الأبناء ومنهم إلى الأحفاد، فليس كل ما نهبه الغاصب يذهب إليه، وما ضاع حق وراءه مطالب، والعودة حق، والقرى كلها والبساتين والبلدات والمدن كلها تختزن الشوق الى الغائبين والمغيبين من أصحابها، وفي عيونها تترقرق دموع فرحة اللقاء، اليوم أو غداً أو بعد حين، فكل آت قريب. على الكرمل الاحتمال، وعلى عين حوض الصبر، وعلى الأهل المكابدة والمجاهدة، وعلى من تلقفتهم قبور الوطن الكبير الرحمة. لقد أغمضوا عيونهم على صورة الحلم النبيل، التي حفرت في الأفئدة الحية للأجيال التي لن تنسى الأمانة.. وهي تتسلمها وتسلمها إلى أن تحط أخيرا من يد فلسطينية راية في قمة الكرمل تنشر ظلها الذي به ستتدثر 

احدث المقالات