العادات والتقاليد بالأعياد في طيرة حيفا

blog post with image

 في الاعياد تكثر العادات والتقاليد والزيارات للاحياء والاموات على حد سواء وتكون

 

العادات المرافقة حسب طبيعة العيد


والاعياد هي عيد الفطر – عيد الاضحى – عيد المولد النبوي الشريف – عيد الخضر  خميس الاموات – ورمضان ولكل عاداته وطقوسه وفي رمضان تكثر السهرات والزيارات حيث التراحم والمودة والمحبة تخيم على الجو العام .

وفي رمضان يتفقد الغني الفقير ، يتذكر القريب قريبه فتكثر المصالحات وتقل الشحناء والبغضاء ، الجميع في تراحم ومودة وتتبادل الضيافات بين الجيران والاقارب وتكثر صناعة الحلويات ويجلس بعض الرجال على سطح الجامع القديم وبتناولون الفطور سويا ن وتكثر زيارة المقامات والنذر والافطار حولها.

اما الاولاد فتراهم يصومون على قدر استطاعتهم ، فمنهم من يصوم حتى الظهر ومنهم من يصوم حتى العصر ومنهم من يكمل الصيام حتى الاذان. ويجمعون طوال النهار ما يشترون من حوانيت القرية او الباعة الجوالين ويضعونه في قطعة قماش يلفونها وكانوا يسمونها "صرة" وياكلون حاجياتهم بعد الافطار . وجرت العادة ايضا ان يقف الاطفال في الحارات او فوق الاسطح وقرب المسجد ليروا المؤذن حين يصعد فوق سطح الجامع ليرفع الاذان . ويركضون نحو البيت . ومن المعروف انه لم يكن ثمة اذاعة او مكبرات صوت ليسمع كل انحاء القرية.

وتتوالى ايام رمضان ، والفرح والسرور يعم ارجاء الاسرة ن وفي اخر اسبوع منه يبدأ الاستعداد للعيد فيذهب الاب بالابناء ويشتري لهم الالبسة الجديدة . وتستعد الام لصناعة كعك العيد. وكان الاقارب يبلغون بعضهم عن موعد صناعة الكعك ليتسنى لكل فرد ان 

يساعد الاخر وتجدهم يتحلقون كل يوم في بيت

           اما هذه العادة المتوارثة عن الاجداد القدامى فتبدا منذ الصباح حيث تحضر الام الطحين الخاص بالكعك وهو الطحين الابيض المطحون من الزريعة الصفراء . وحوائج الكعك المؤلفة من جوزة الطيبة – اليانسون – المحلب – الملح والخميرة . ويحضر الحليب والسمن العربي وزيت الزيتون والحشوة المؤلفة من جوز وسكر وعجوة وسمسم (يبس اي يعجن بطرقية خاصة) الطحين مع الزيت او السمن وحاجيات الكعك حتى تصبح العجينة جاهزة وتترك حتى تتمخر وبعد الافطار يبدا صنع الكعك , وتوزع الادوار على افراد العائلة ومن يساعدهم . اما انواع الكعك فهي المحشوة بالجوز والسكر والمحشوة بالعجوة . وهناك نوع ثالث هو (المقروطة) وهي عبارة عن لفائف عجين محشوة بالعجوة تقطع ويرش عليها السمسم وبعد خبزها يرش عيها السكر الناعم .

           وعند انتهاء العمل يؤخذ الكعك الى الفرن وهناك تنتظر كل امراة دورها . وتراهن في هه الاجواء يتناقلن اطراف الحديث والاخبار  ويساعدن بعضهن . وقد جرت العادة ان يعطى الخباز شيئاً من الكعك اضافة لأجرته عند الانتهاء من خبز الكعك . واذا ما صادفهن احد في الطريق الى البيت يعطينه ايضا وكأنهن يزكين ما انتجته ايديهن . قد يمتنع عن هذه العادة لسنوات عدة اذا مات عزيز يخص العائلة ويعتبر ذلك من انواع الحداد 

 

العــيد :

قبل تشقق الصباح ومع اثبات العيد في الليلة السابقة تبدا النساء بالذهاب الى المقابر لزيارة موتاهن وهن يحملن انواع الحلوى المصنوعة في البيت وعش السكاكر "والحلقوم" (الراحة الممسكة الطرية) ويحملون معهن ايضا اغصان الريحان (الاس) 

ليضعنها على القبور ويوزعن اشياءهن على الفقراء ويشعلن الشموع واللكسات "ويرافق الاولاد امهاتهم لزيارة المقابر اما الرجال فتبدأ زيارتهم بعد صلاة العيد.

           بعد العودة من المقبرة يبدأ الاب بتجهيز اللحوم لاعداد مائدة الافطار . ويذبحون الاغنام والدجاج والبط والحبش والاوز ، وقد يشترك بعض الاشخاص في ذبيحة او اكثر.

بعد الافطار يرتدي الاولاد ملابسهم بمساعدة الام . ومن ثم يبدؤون العيد بمصافحة الاب وتقبيل يده وكذلك الام وياخذون (العيدية ) ويذهبون الى اقاربهم ثم الى ساحة اليعد . اما الاباء والابناء الكبار وبعد ارتداء ملابسهم يقومون بزيارة الاخوات المتزوجات ومن ثم العمات والخالات وبنات الاخت وبنات الاخ ومن ثم الاقارب فالجيران فابناء الحارة فابناء القرية.

           وما يجرى في عيد الفطر ينطبق على عيد الاضحى . اما باقي الاعياد فمثلا في عيد المولد النبوي الشريف يكثرون صناعة الحلوبات مثل (الزلابية – العصيدة – الفطيرة – المطقطقة الملاميت- العوامة) وغيرها وكذلك ِ(عاشوراء) . ولكن ما تختلف فيه العادات عن بقية الاعياد فهو عيد الخضر (مار الياء) او خميس الاموات ففي هذا العيد يشترك المسلمون والمسيحيون . وفي عاداته شئ من الغرابة والطرافة . فقبل مجيء العيد باسبوع يجمع ابناء كل بيت ما تيسر له من البيض ويوم العيد يسلق ويلون بعدة الوان ثم يتقاسمنه فيما بينهم. ويزورون المقامات وخاصة مقام الخضر ويقدمون النذر والحلويات.

 

العيد والاطفال :

           صحيح ان العيد للزيارات والتراحم وتفقد الاهل بعضهم بعضا ، ولكن هناك عنصرا هاما بدونه لا يبدو العيد غاليا . انهم الاطفال اضافة  الى مظاهر العيد في القرية.

           يتجمهر الاولاد في ساحة العيد في البيادر القبلية يتزينون بالبستهم (وطواقيهم) المطرزة. وقطع الاقمشة الملونة على رؤوس الفتيات . وتراهم مقلبين مدبرين يشترون ما الذ وطاب من الباعة القادمين من حيفا ومن القرية والمحملين بانواع الحلويات كالسمسمية والفستقية وجوز الهند و(القرمش) والعنبر وغزل البنات وبوظة مشكلة باقماع البسكويت او بوظة القوالب المجمدة. ويحملون بعض انواع الالعاب كالبالونات و(الفرافير) الملونة التي تشبه المرواح والصفارات والات العزف المعندية والسيارات والمفرقعات من الاشرطة الملونة ويحمولن بعض ادوات الزينة كالاساور المزيفة والحلق والخواتم التقليدية واطواق الخرز والاقراط الرخيصة الثمن ، ويتجمهرون عند صندوق الدينا صندوق العجب.

           في ساحة العيد بعض الالعاب مثل (الشقليبة) والمراجيح الخشبية و(الدويخة) . وهذه الالعاب يأتي بها اناس من خارج القرية في العيد فقط .

           وفي العيد ترى الفتيات الصغيرات يشترين الطبلات ويدربكن وينصبن الحلقات ويغنين خاصة عند الجامع القديم وحول المقامات.

اما الشبان فكانوا يذهبون الى حيفا حيث المقاهي ودرو السينما.

وهذا كل ما يمكن ان يقال عن العيد في القرية وما يرافقه من عادات.

           بعد عيد الاضحى يرجع الحجاج من جحهم ويقوم المباركون بزيارتهم وياخذون بايديهم هدية للمباركة ويتلقون هداياهم وهي عبارة عن سجادة صلاة وسبحات وطواقي وعطور ويشربون من ماء زمزم وياكلون رطبا (تمرا) من الحج.

وكان حجاج القرية يسلكون عدة طرق في البحر والبر. اما في الباصات او القطارات او المراكب البحرية.


                                                                                                                                                        مع تحيات تيسير إبن طيرة حيفا                                                                                                            



احدث المقالات