في ذكرى رحيله.. "محمود درويش" عابر السبيل الفلسطيني

blog post with image
1941--------2008
أحبّ البلاد التي سأحبْ
أحب النساء اللواتي أحبْ
و لكن غصناً من السرو في الكرمل الملتهبْ
يُعادل كل خصور النساء
و كلّ العواصم

أحبُّ البحار التي سأحبُّ
أحبُّ الحقول التي سأحبُّ
و لكنَّ قطرةَ ماءِ على ريش قُبَّرّة في حجارة حيفا
تعادل كل البحار
و تغلسني من ذنوبي التي سوف أرتكبُ

محمود درويش: السيرة الذاتية

محمود درويش، أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. ويكيبيديا
الميلاد: ١٣ مارس، ١٩٤١، البروه
الوفاة: ٩ أغسطس، ٢٠٠٨، هيوستن، تكساس، الولايات المتحدة
الدفن: ١٣ أغسطس، ٢٠٠٨
الوالدان: سالم درويش، حرية درويش
للمزيد عن الشاعر أفتح الصوره

النزول من الكرمل
يا أيّها الكرملُ .البحرُ. و العشبُ. و النارُ
يا صخرة الفرح العائمهْ
و صمّمتُ جلدي قميصا لأخفي آثار طعنتك النادمهْ
فأنكَرني العسكريُّ
و كنتُ على باب أمي هناك أنادي دمشقْ
فتسمع نبض دمي حفيف صنوبركَ المبتعدْ
و تغسلني دجلةُ الخير حين أموت من الوجد شوقاً إلى
أرض بابل 
و ها أنذا الآن
حين دخلتُ إلى الجامع الأمويِّ تساءل أهل دمشق
مَنِ العاشقُ المغتربْ؟
و كانت مياه الفرات و نافورة النيل تحذف آثار زنزانتي
عن ضلوعي
و حين وقفتُ على النيل يوماً و شاطئ دجلة يوماً
تساءل كل الذين رأوا دهشتي
مَن السائحُ المغتربْ ؟
تركتُ الحبيبة _لم أنسها_ في غروب الشجرْ
تطرِّز من زَبَد البحر منديلها و ضمادي
توهَّمتُ أنّ السموات أبعدُ من يدها عن جبيني
و أوهمّتُها أن قلبي يصلْ
و أنّ يدي تنتقلْ
إلى جُثّة ضائعهْ
تركتُ الحبيبة _لم أنسها_ عند سفح الجبل
تعيرُ العصافيرَ ألوانها
و كانت يداها ينابيعَ من كلِّ لونٍ و ما اشتُقَّ منه
و لكنني كنتُ أشعر أن الينابيع كانت معرّضة للجفاف
و أنّ فمي ينتقل
إلى لُغَة ثانية
تركتُ الحبيبة لم أنسها
تركت الحبيبة
تركت 

أحبّ البلاد التي سأحبْ
أحب النساء اللواتي أحبْ
و لكن غصناً من السرو في الكرمل الملتهبْ
يُعادل كل خصور النساء
و كلّ العواصم

أحبُّ البحار التي سأحبُّ
أحبُّ الحقول التي سأحبُّ
و لكنَّ قطرةَ ماءِ على ريش قُبَّرّة في حجارة حيفا
تعادل كل البحار
و تغلسني من ذنوبي التي سوف أرتكبُ

أدْخلُوني إلى الجنة الضائعة
سأطلق صرخةَ ناظم حكمت
آه.. يا وطني

احدث المقالات