من دفاتر النكبة سقوط حيفا:22-4-1948 سقوط طيرة حيفا:17-7-1948 الخروج الأول من الطيره
:الخروج الاول
بعد هذه المعركة كثر الحديث عن الرحيل الى شرق الاردن وجاء من يروج له فانتهز الاهالي وقف القصف وخرجوا بقليل من الامتعة متجهين الى باب النهر
وبقوا هناك ثلاث ليال يبيتون في العراء بعد ذلك امر الجيش العربي الاهالي بالعودة
الى القرية فعاد قسم وبقي قسم آخر . وما ان حل المساء حتى عاودوا
القصف عشوائيا من اخوزا وبعنف اشد . وكان ذلك في 23/4/ اي بعد سقوط حيفا
بيوم واحد فقط، فهرع الناس الى باب النهر وكأنهم على ميعاد .
(الزوارق الصغيرة)
في البحر والقطار والشاحنات كلها تنتظرهم وتحت قصفهم ، وقيل لهم اخرجوا
وبعد ايام ستعودون. اتركوا الامر لنا غدا سندمرهم بجيوشنا الجرارة "والايام طالت وطالت وتطول
خرج قرابة عشرين عائلة في الزوراق في البحر واتجهوا الى السواحل اللبنانية وقوافل اتجهت الى حيفا الساقطة مخترقة شوارعها المملوءة بافراد عصابة الارغون وشيرن واتجهت من حيفا ال عكا – كفرياسيف – نهارية – الزيب – البصة – علما – راس الناقورة – فالارضي اللبنانية الى صور – فصيدا
قوافل برية بالشاحنات العسكرية والمدنية تخرج من حريق معمر – اجزم
تل عدس حيث يرتكب فيها مجزرة ويستشهد العديد نذكر منهم الشهيد حسن محمد يونس . وتتابع القوافل الى نابلس – الاردن الى اربد. فالاراضي السورية الى دمشق وكان القطار ايضا يمتلئ ويمر بطيئا بطيئا من اراضي القرية يفق الاهالي ينتحبون بقرطية لم يشهد لها احد مثيلا. الرجال قبل النساء . يقف نمر ادريس على نافذة القطار ويصيح بصوت مخنوق وباحساس داخلي بانه لن يرى القرية بعد اليوم يصيح "بخاطرك يا بلدنا" ويتعالى البكاء والقطار يسير غير آبه بما يحمل. وا تجه القطار الى عتليت بالخضيرة . وتوقف اثناء طريقه بمحطتين لليهود وفي احداها نجوا من مجزرة كانت سترتكب بحقهم . لولا رشوة الاهالي للانكليز المسؤولين عن القطار وبالتالي تدخلهم لدى اليهود بحجة ان الركاب عمال. وهاتان المحطتان هما "بنيامين ومارين" وسار القطار متجها الى طول كرم
نزلوا من القطار فبقي قسم في طول كرم وقسما ذهب الى نابلس وقراها مثل دير شرف التي احتضنت قسما كبيرا من اهالي القرية. وقسم الى مدينة جنين
:الهدنة
دخلت الجيوش العربية واخذت تحقق الانتصار تلو الانتصار وهذا ما اخاف ايهود فتراكضوا الى الولايات المتحدة وبريطانيا للتدخل وبدورهما طلبوا وقف القتال لانقاذهم فرفض طلبهم وهددوا بالتدخل فرضي العرب بوقف القتال واقامة هدنة مدتها اربعة اسابيع و قام الاعداء خلالها بالتزود بكافةانواع الاسلحة واتاهم المدد بالرجال والعتاد فقوي ساعدهم بينما العرب بردت اناملهم. وبدأت الهندية في 11/6/1948 وجاء برنادوت وسيطا ومشرفا على وقف اطلاق النار، وساعيا لحل المشكلة بالطرق الدبلوماسية ولم تمض ايام على مهمته الا وقتل على يد العصابات الصهيونية
وفي الطيرة محاربون لا يتعاطون السياسة . فرحوا لدخول الجيوش العربية وانتظروا يوم الخلاص لكن الهدنة بددت آمالهم لان ما كان يجري عل الارض بعد الهدنة كان ينذر بالخطر
هم محاصرون وعدد بنادقهم هابط ومحدود والذخيرة تتناقص . نفذ الوقود و يقولون عدنا لايام الحطب والزناد والفتيل وحجر الصوان . قل الطعام وكدنا ناتي على الطيور الداجنة التي لا تجد لها علفا ولا عالفا . لا تخرج الى الحقل الا نهارا والسلاح بأيدينا
زحف اليهود من الشمال واحتلوا الكببابير
وفي ليالي الهدنة بدت الطيرة لنا كاشباح لا يوجد فيها من الالاف سوى
500 – 600
مقاتل فضعفت بعض النفوس وخرجت في جنح الظلام بعد ما كان يقتلهم الشوق والجهل بمصير عائلاتهم التي خرجت ولم يرفوا عنها شيئاً
اصبحوا يقولون ان الصمود يعد انتحارا . ولكن بقي فتية مصممون على المقاومة على
الا توصم جباههم بالعار فشدوا اسلحتهم وكان دافعهم ايمانهم بالله وبعدالة قضيتنا مع تحيات تيسير إبن طيرة حيفا يتبع