طيرة حيفا بين الماضي والحاضر
طيرة الكرمل: هذا الارتباط الغارق في القدمطيرة حيفا بين الماضي والحاضر
طيرة الكرمل: هذا الارتباط الغارق في القدم بين القرية الموقع وبين الجبل والتاريخ بين الانسان واحضارة وبين الحاضر الذي هو انعكاس وامتداد لذلك الماضي هكذا بدا الكرمل ومن هنا بدأت الطيرة. لقد قدر لذلك الانسان القديم ان يعيش في الكرمل كما قدرله ان يسجل تلك الحقبة الزمنية
ولنبدأ منذ القديم وعبر مرحلة الاولى . ففي مرحلة التنقل وجمع القوات في العصور الحجرية الممتدة ما بين العصور الاولى للحياة البشرية والتي تقدر الاف السنين وحتى تلك المرحلة التي اتضحت معالمها من خلال اثارها
وجد الانسان القديم في جبل الكرمل ذلك الجبل الذي يحتضن قرية
الطيرة احتضان الام لولدها
وقد دلت على وجوده المكتشفات الاثرية الحديثة التي منها جمجمة الانسان الكرمل والتي قدر العلماء عمرها بـ 35 الف عام ومنها المغور والكهوف المنتشرة في ذلك الجبل وفي مواقع اخرى في قرية الطيرة مثل وادي فلاح وترى بعض الدراسات ان الانسان الذي عاش في ذلك الزمان وفي تلك الكهوف هو اشبه بالانسان العادي وقد سمي هذا الانسان باسم نياندرتال
وقد اكدت بعض الدراسات ان بعض المكتشفات الصوانية التي تعود للعصر الحجري القديم –المرحلة الثانية- وحدت في مناطق عدة في فلسطين اهمها في جبل الكرمل وف يمنطقة عرقا الاحمر
ضمن اراضي الطيرة
ففي منطقة وادي فلاح الموجود في اراض يالطيرة عثر على اجران ومدقات بازلتية كانت تستعمل لطحن الحبوب البرية والمزروعات التي ان دلت على شيء فهي تدل على تطور ذلك الانسان ز وانتقاله من مرحلة التنقل الى مرحلة الاستقرار . وقد اطلق الباحثون على تلك المرحلة المرحلة الناطوفية
واعتبر العملاء الباحثون هذه المنطقة وادي فلاح ومدينة اريحا م اقدم المناطق التي شهدت تطور اجتماعيا بشريا
ومن خلال تلك الدراسات ثبت ان الانسان في تلك الحقبة من الزمن وفي هاتين المنطقتين اعتمد في معيشته على الزراعة والصيد ، وقد اتخذ بيوتا دائرية الشكل تعود لعصر الحجري المبكر ما قبل الفخار والتي تقع ما بين 8000 – 4000 ق.م
هذه المرحلة اطلعت عليها العالمة الاثارية كاثلين كينيون اسم المرحلة الانتقالية ما بين الحضارة النطوفية والعصر الحجري الحديث ومراحل ما قبل الفخار . وقد اثبتت الاثار المكتشفة في منطقتي وادي فلاح ، اريحا انتماءها للفترة هذه . حيث وجدت بقايا نباتية واخرى حيوانية مصطادة تعود لنفس الحقبة الزمنية . من هذه الاثار عظام وهياكل الغزلان والثعالب والخنازير
ولو اطلعنا على طبيعة المساكن التي كان يقطنها انسان هذه المرحلة لوجدناها غير مختلفة عن المرحلة السابقة اي دائرة الشكل وقد استخدم الانسان في هاتين المنطقتين السهام ذات الراسين وشفرات المناجل والسكاكين والفؤوس الحجرية ز وقد وجد في وادي فلاح عظام كثيرة تدل على كثرة الصيد في هذه المنطقة
ولم تتوقف حركة التاريخ في فلسطين لحظة واحدة. بل هي مستمرة استمرار الحياة . فالبلد الذي يعتبر ملتقى الطرق ومفترقها لا يسمح لبنيه ان يهجعوا او يعرفوا الراحة. ان الجيران الاقربين والطامعين الابعدين لا بد ان يتحرشوا بهم ويتعرضوا لهم سلبا ونهبا او حراب او سبيا او تهجيرا
وكان رقاص الساعة يتحرك ، بالنسبة لفلسطين ، خلال الفترة الممتدة من الالف الرابع الى اواخر القرن الرابع قبل الميلاد من الشرق الى الغرب
هجرة اقوام هبطوا من الصحراء ، وتنقل قبائل جاءت تستوطنها . عموريين وكنعانيين . وغير ذلك . كما هاجتمتها الول التي قامت الى الشرق نها فاتحة غازية –نابلس اشوريين كلدانيين وفرساً . وف حالة واحدة فقط في تلك الفترة من حياة فلسطين جاء القوم الفاتحون من الجنوب من مصر. اما الغرب –البحر- فلم يات منه الى فلسطين سوى شعوب البحر ، الذين عرفوا بالفلسطينيين جاءوا البلاد في القرن الثاني عشر قبل الميلاد "1" واسسوا مدنا محدودة مثل عسقلان وجت وغزة وعقرون
واذا عدنا الى الهجرات المختلفة والغزوات التي تعرضت لها فلسطيين ال ايام الفرس وجدنا التوزع السكاني في تلك الحقبة على الشكل التالي
1- سكان الجليل وهذا ما يهمنا بحثه حيث ان قرية الطيرة تقع في الجنوب الغربي لمنطقة الجليل هذه اذ يعتبر اكثر سكان الجليل من الايطوريين العرب الذين وقدوا الى المنطقة قبل قرون قليلة. وقد امتزج هؤلاء الاقوام مع سكان المنطقة الكنعانيين واصبحوا فيما بعد جزاءا منهم
اما عن الغزو العبراني لفلسطين سنة 1200 ق. م. فنرى ان قرية الطيرة لم يصلها ذلك الغزو لعدة اسباب هي ان جبل الكرمل يشكل حاجزاً طبيعياً امام استمرار الغزو العبراني. هذا من جهة ، ومن جهة اخرى هذا احتمال قوي هو ان سكان شمال فلسطين شكلوا ممالك كنعانية قوية تصدت للعبرانيين ومنعتهم من الاستمرار في استيطانهم وغزوهم
أما ما تذكره مصادر التاريخ عن الفترة النصرانية، فمن خلال ما تشير الى تنصر سكان تلك المنطقة واتباعهم الديانة المسيحية. خاصة ان منطقة الجليل تعتبر الاقرب جغرافيا لموطن الديانة المسيحية . وهناك الدة على تنصر قرية الطيرة في تلك الحقبة الزمنية وذلك بسبب وجود منطقتين هامتين . هما الدير "3" والثاني الكنيسة "4" فالدير وحتى خروج اهل القرية وتشريدهم بقيت اثار من جدران وأعمدة . وقد اشار الانجيل باستمرار حول تمركز المسيحية في الجليل . واستمرار سكان المنطقة في اراضيهم سالمين آمنين
وجاء الفتح الاسلامي حاملاً البشرى ومتمما لما اتى من قبل في الرسالات السماوية . فما كان من سكان البلاد الا ان يستقبلوه ويسلموا الله ويؤمنوا برسوله الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
اما عن ذكر قرية الطيرة في العهود الاسلامية ز فاول ما يطالعنا بذلك الحديث عنها في العصر العباسي الثاني في عصر الايوبيين "5" فقد ذكرت ضمن قرى فلسطين العربية. اضافة الى ذكر بعض المناطق فيها مثل الكنيسة ورشميا الواقعة بين اراضي الطيرة وحيفا . وقد ورد اسم رشميا ضمن ولاية جند الاردن
أما في العهد المملوكي فقد ورد ذكرها في مملكة صفد ، في التقسيمات الادارية لذلك العهد "6" وذكرت بعض المواقع فيها وقربها مثل خربة لوبية "7" القديمة وخبربة دير السياح (خربة الدير) وخربة يونس "8".
تيرا او طيرا او طيرة : هي ابنة الملك كريت اين الاله ايل الكنعاني وكان ملكا على سدوم. امره ابوه ايل بغزوة تقودها ابنته تيرا لتاديب قوم زبلون احد اسباط اليهود
موسوعة الفكلور والاساطير العربية . شوقي عبد الرحمن
الدير يقع في اقصى شمال العرية وسميت المنطقة حوله بحارة الدير
الكنيسة خربة الكنيسة تقع غرب القرية
خربة يونس: تقع جنوب القريةبالقرب من وادي فلاح
وخربة الكنيسة وخربة رشميا . وفي عصر السلطان قلاوون وابنه الاشرف ذكت القرية ضمن خمسة قرى من قضاء حيفا سميت بمناطبق المناصفات، حيث كانت زاردها تقسم مناصفة بين سلطة المماليك وسلطة مملكة عكا الافرنجية
واخيرا في العهد الثماني ورد ذكر القرية ضمن تسعة واربعين قرية في قضاء حيفا. وقد ذجرها المؤرخ العثماني : بأنها قرية من قرى عتليت وهي حسنة ذات خيرات تقع على بعد 13 كم الى الجنوب من حيفا
وقد سميت بطيرة اللوز تمزا لها عن بعض القرى التي تحمل الاسم ذاته وضمن احد الجداول اليت ذكرها ذلك المؤلف كانت الطيرة تحمل رقم 12 بين قرى ولاية عتليت
إذا عدنا قليلا الى الخف الى القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) ذكر ناصر
خسروا في كتابة المشهور / سفر نامة صفحة 53 قائلاً : (سرنا بعد ذلك بعد الرحيل من حيفا فبلغنا بعد مسيرة فرسخ واحد قرية تسمى الكنيسة و المقصود موقع الكنيسة غرب القرية
من كتاب طيرةحيفاكرملية الجذور فلسطينية الإنتماء
للكاتب أحمد الباش